عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان نوحا ركب السفينة أول يوم من رجب فأمر من معه أن يصوموا ذلك اليوم وقال من صام ذلك اليوم تباعدت عنه النار مسيرة سنة ومن صام سبعة أيام أغلقت عنه أبواب النيران السبعة ومن صام ثمانية أيام فتحت له أبواب الجنة الثمانية ومن صام خمسة عشر يوما أعطى مسألته ومن زاد زاده الله عزوجل.

حدثني محمد بن الحسن قال حدثني الحسن بن الحسين بن عبد العزيز المهتدي عن سيف بن المبارك بن يزيد مولى أبي الحسن موسى عليه‌السلام عن أبيه المبارك عن أبي الحسن قال : رجب نهر في الجنة أشهد بياضا من اللبن وأحلى من العسل من صام يوما من رجب سقاه الله عزوجل من ذلك النهر. وبهذا الاسناد ، قال أبو الحسن عليه‌السلام : رجب شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات ويمحو فيه السيئات من صام يوما من رجب تباعدت عنه النار مسيرة مائة سنة ومن صام ثلاثة أيام وجبت له الجنة.

عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ألا أن رجبا شهر الله الأصم وهو شهر عظيم وإنما سمى الأصم لأنه لا يقاربه شهر من الشهور حرمة وفضلا عند الله وكان أهل الجاهلية يعظمونه في جاهليتها فلما جاء الاسلام لم يزدد إلا تعظيما وفضلا ألا أن رجبا شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي ألا فمن صام من رجب يوما إيمانا واحتسابا استوجب رضوان الله الأكبر وأطفى صومه في ذلك اليوم غضب الله وأغلق عنه بابا من أبواب النار ، ولو أعطي ملا الأرض ذهبا ما كان بأفضل من صومه ولا يستكمل له أجره بشئ من الدنيا دون الحسنات إذا أخلصه لله وله إذا أمسى عشر دعوات مستجابات ان دعا بشئ في عاجل الدنيا أعطاه الله وإلا ادخر له من الخير أفضل ما دعا به داع من أوليائه وأحبائه وأصفيائه ومن صام من رجب يومين لم يصف الواصفون من أهل السماء والأرض ماله عند الله من الكرامة ، وكتب له من الاجر مثل أجور عشرة من الصادقين في عمرهم بالغة أعمارهم ما بلغت وشفع يوم القيامة في مثل ما يشفعون فيه ويحشره معهم في زمرتهم حتى يدخل الجنة ويكون من رفقائهم ، ومن صام من رجب ثلاثة أيام جعل الله بينه وبين النار خندقا أو حجابا طول مسيرة سبعين عاما ويقول الله عزوجل عند إفطاره : لقد وجب حقك علي ووجبت لك محبتي وولايتي أشهدكم يا ملائكتي اني قد غفرت له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، ومن صام من رجب أربعة أيام عوفي من البلايا كلها من الجنون والجذام والبرص وفتنة الدجال واجبر من عذاب القبر وكتب له مثل أجور أولي الألباب التوابين الأوابين وأعطي كتابه بيمينه في العابدين في أوايل العابدين ، ومن صام من رجب خمسة أيام كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة وبعث يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر وكتب له عدد رمل عالج حسنات وادخل الجنة بغير حساب ويقال له تمن على ربك ما شئت ، ومن صام من رجب ستة أيام خرج من قبره ولوجهه نور يتلألأ أشد بياضا من نور الشمس وأعطى سوى ذلك نورا يستضئ به أهل الجمع يوم القيامة وبعث من الآمنين يوم القيامة حتى يمر على الصراط بغير حساب ويعافى من عقوق الوالدين وقطيعة الرحم ، ومن صام من رجب سبعة أيام فان لجهنم سبعة أبواب يغلق الله عنه بصوم كل يوم بابا من أبوابها وحر الله جسده على النار ، ومن صام من رجب ثمانية أيام فان للجنة ثمانية أبواب يفتح الله له بصوم كل يوم بابا من أبوابها وقال له ادخل من أي أبواب الجنان شئت ، ومن صام من رجب تسعة أيام خرج من قبره وهو ينادي : لا إله إلا الله ولا يصرف وجهه دون الجنة وخرج من قبره ولوجهه نور يتلألأ لأهل الجمع حتى يقولوا هذا نبي مصطفى وان أدنى ما يعطى أن يدخل الجنة بغير حساب ، ومن صام من رجب عشرة أيام جعل الله له جناحين أخضرين منظومين بالدر والياقوت يطير بهما على الصراط كالبرق الخاطف إلى الجنان ويبدل الله سيئاته حسنات وكتب من المقربين القوامين لله بالقسط وكأنه عبد الله مائة عام صابرا قايما محتسبا ، ومن صام من رجب أحد عشر يوما لم يواف الله يوم القيامة عبد أفضل منه إلا من صام مثله أو زاد عليه ، ومن صام من رجب أحد عشر يوما كسي يوم القيامة حلتان خضراوان من سندس وإستبرق ويجبر بهما لو دليت حلة منهما إلى الدنيا لأضاءت ما بين شرقها وغربها وصارت الدنيا أطيب من ريح المسك ومن صام من رجب ثلاثة عشر يوما وضعت له يوم القيامة مائدة من ياقوت أخضر في ظل العرش قوايمها من در أوسع من الدنيا سبعين مرة عليها صحايف الدر والياقوت في كل صحيفة سبعون ألف لون من الطعام لا يشبه اللون اللون ولا الريح الريح فيأكل منها والناس في شدة شديدة وكرب عظيم ، ومن صام من رجب أربعة عشر يوما أعطاه الله من الثواب مالا عين رأت ولا إذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من قصور الجنان التي بنيت بالدر والياقوت ، ومن صام من رجب خمسة عشر يوما وقف يوم القيامة موقف الآمنين فلا يمر به ملك ولا رسول ولا نبي إلا قالوا طوبى لك أنت آمن مقرب مشرف مغبوط محبور ساكن الجنان ، ومن صام من رجب ستة عشر يوما كان في أوايل من يركب على دواب من نور تطير بهم في عرصة الجنان إلى دار الرحمن ، ومن صام سبعة عشر يوما من رجب وضع له يوم القيامة على الصراط سبعون ألف مصباح من نور حتى يمر على الصراط بنور تلك المصابيح إلى الجنان تشيعه الملائكة بالترحيب والسلام ، ومن صام من رجب ثمانية عشر يوما زاحم إبراهيم في قبته في جنة الخلد على سرر الدر والياقوت ، ومن صام من رجب تسعة عشر يوما بنى الله له قصرا من لؤلؤ رطب بحذاء قصر آدم وإبراهيم عليه‌السلام في جنة عدن ويسلم عليهما ويسلمان عليه تكرمة له وإيجابا لحقه وكتب الله له بكل يوم يصوم منها كصيام ألف عام ، ومن صام من رجب عشرين يوما فكأنما عبد الله عشرين ألف عام ، ومن صام من رجب إحدى وعشرين يوما شفع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر كلهم من أهل الخطايا والذنوب ومن صام من رجب اثنين وعشرين يوما نادى مناد من السماء إبشر يا ولي الله بالكرامة العظيمة ومرافقة الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، ومن صام من رجب ثلاثة وعشرين يوما نودي من السماء طوبى لك يا عبد الله نصبت قليلا ونعمت طويلا طوبى لك إذا كشف الغطاء عنك وأفضيت إلى جسيم ثواب ربك الكريم وجاورت الخليل في دار السلام ، ومن صام من رجب أربعة وعشرين يوما فإذا نزل به ملك الموت يراءى له في صورة شاب عليه حلة من ديباج أخضر على فرس من أفراس الجنان وبيده حرير أخضر ممسك بالمسك الأذفر بيده قدح من ذهب مملوء من شراب الجنان فسقاه إياه عند خروج نفسه وهون به عليه سكرات الموت ألما ثم يأخذ روحه في تلك الحريرة فيفوح منها رايحة يستنشقها أهل سبع سماوات فيظل في قبره ريان ويبعث من قبره ريان حتى يرد حوض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن صام من رجب خمسة وعشرين يوما فإنه إذا خرج من قبره تلقاه سبعون ألف ملك بيد كل ملك منهم لواء من در وياقوت ومعهم طرايف الحلي والحلل فيقولون يا ولي الله النجاة إلى ربك فهو من أول الناس دخولا في جنات عدن مع المقربين الذين رضي‌الله‌عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم ، ومن صام من رجب ستة وعشرين يوما بنى الله له في ظل العرش مائة قصر من در وياقوت على رأس كل قصر خيمة حمراء من حرير الجنان يسكنها ناعما والناس في الحساب ، ومن صام من رجب سبعة وعشرين يوما أوسع الله عليه القبر مسيرة أربعمائة عام وملأ جميع ذلك مسكا وعنبرا ، ومن صام من رجب ثمانية وعشرين يوما جعل الله عزوجل بينه وبين النار تسعة خنادق كل خندق ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام ، ومن صام من رجب تسعة وعشرين يوما غفر الله له ولو كان عشارا ، ولو كانت امرأة فجرت سبعين مرة بعد ما أرادت به وجه الله عزوجل والخلاص من جهنم ليغفر الله لها ، ومن صام من رجب ثلاثين يوما نادى مناد من السماء يا عبد الله أما ما مضى فقد غفر لك فاستأنف العم فيما بقي وأعطاه الله عزوجل في الجنان كلها في كل جنة أربعين ألف مدينة من ذهب في كل مدينة أربعون ألف قصر في كل قصر أربعون ألف ألف بيت في كل بيت أربعون ألف ألف مائدة من ذهب على كل مائدة أربعون ألف ألف قصعة في كل قصعة أربعون ألف ألف لون من الطعام والشراب لكل طعام وشراب من ذلك لون على حدة وفي كل بيت أربعون ألف ألف سرير من ذهب طول كل سرير ألف ذراع في ألفي ذراع على كل سرير جارية من الحور عليها ثلاثمائة ألف ذؤابة من نور تحمل كل ذؤابة منها ألف ألف وصيفة يغلفها بالمسك والعنبر إلى أن يوافيها صايم رجب هذا لمن صام شهر رجب كله. قيل يا نبي الله فمن عجز عن صيام رجب لضعف أو لعلة كانت به أو امرأة غير طاهرة يصنع ماذا لينال ما وصفت؟ قال يتصدق في كل يوم برغيف على المساكين والذي نفسي بيده أنه إذا تصدق بهذه الصدقة كل يوم ينال ما وصفت وأكثر انه لو اجتمع جميع الخلايق كلهم من أهل السماوات والأرض على أن يقدروا قدر ثوابه ما بلغوا عشر ما يصيب في الجنان من الفضايل والدرجات ، قيل يا رسول الله فمن لم يقدر على هذه الصدقة يصنع ماذا لينال ما وصفت؟ قال يسبح الله كل يوم من شهر رجب إلى تمام ثلاثين يوما بهذا التسبيح مائة مرة سبحان الا له الجليل سبحان من لا ينبغي التسبيح إلا له سبحان الأعز الأكرم سبحان من لبس العز وهو له أهل.

عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : بعث الله محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله لثلاث مضين من شهر رجب فصوم ذلك اليوم كصوم سبعين عاما ، قال سعد بن عبد الله ـ كان مشايخنا يقولون إن ذلك غلط من الكاتب ـ وهو انه لثلاث ليال بقين من رجب.