عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال يا جابر من دخل عليه شهر رمضان فصام نهاره وقام وردا من ليله وحفظ فرجه ولسانه وغض بصره وكف أذاه خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه ، قال قلت جعلت فداك ما أحسن هذا من حديث؟ قال ما أشدها من شرط.

عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا نظر إلى هلال شهر رمضان استقبل القبلة بوجهه ثم قال : اللهم أهله علينا بالأمن والايمان والسلامة والاسلام والعافية المجللة والرزق الواسع ودفع الأسقام وتلاوة القرآن والعون على الصلاة والصيام اللهم سلمنا لشهر رمضان وسلمه لنا وتسلمه منا حتى ينقضي شهر رمضان وقد غفرت لنا ثم يقبل بوجهه على الناس فيقول يا معشر المسلمين إذا طلع هلال شهر رمضان غلت مردة الشياطين وفتحت أبواب السماء وأبواب الجنان وأبواب الرحمة وغلقت أبواب النار واستجيب الدعاء وكان لله عند كل فطر عتقاء يعتقهم من النار ونادى مناد كل ليلة هل من سائل هل من سائل هل من مستغفر اللهم اعط كل منفق حقا واعط كل ممسك تلفا حتى إذا طلع هلال شوال نودي المؤمنون اغدوا إلى جوائزكم فهو يوم الجائزة ، ثم قال أبو جعفر عليه‌السلام أما والذي نفسي بيده ما هي بجائزة الدنانير والدراهم.

عن أبان عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لما انصرف من عرفات وسار إلى منى دخل المسجد فاجتمع إليه الناس يسألونه عن ليلة القدر فقام خطيبا فقال : بعد الثناء على الله أما بعد ، فأيكم سألتموني عن ليلة القدر فلم أطوها عنكم لأني لم أكن بها عالما ، إعلموا أيها الناس ، انه من

ورد عليه شهر رمضان وهو صحيح سوى فصام نهاره وقام وردا من ليله وواظب على صلاته وهاجر إلى جمعته وغدا إلى عيده فقد أدرك ليلة القدر وفاز بجايزة الرب ، قال : فقال أبو عبد الله عليه‌السلام فاز والله بجوايز ليست كجوايز العباد.

عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما حضر شهر رمضان وذلك في ثلاث بقين من شعبان قال لبلال ناد في الناس فجمع الناس فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس ، ان هذا لشهر قد حضركم وهو سيد الشهور ، ليلة فيه خير من ألف شهر تغلق فيه أبواب النار وتفتح فيه أبواب الجنان فمن أدركه فلم يغفر له فأبعده الله ومن أدرك والديه فلم يغفر له فأبعده الله ومن ذكرت عنده فلم يصل علي فلم يغفر له فأبعده الله.

عن زيد بن علي عن آبائه عن علي عليهم السلام قال : لما حضر شهر رمضان قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس ، كفاكم الله عدوكم من الجن وقال ادعوني أستجب لكم ووعدكم الإجابة ، ألا وقد وكل الله بكل شيطان مريد سبعة من ملائكته فليس بمخلوق حتى ينقضي شهركم هذا ، ألا وأبواب السماء مفتحة من أول ليلة منه ألا والدعاء فيه مقبول.

عن محمد بن مروان قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ان لله عزوجل في كل ليلة من شهر رمضان عتقاء وطلقاء من النار ألا من أفطر على مسكين فإذا كان آخر ليلة منه أعتق فيها مثل ما أعتق في جميعه.  

عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : خطب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في آخر جمعة من شعبان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس ، قد أظلكم شهر فيه ليلة خير من ألف شهر وهو شهر رمضان فرض الله صيامه وجعل قيام ليلة فيه بتطوع صلاة كمن تطوع بصلاة سبعين ليلة فيما سواه من الشهور وجعل لمن تطوع فيه بخصلة من خصال الخير والبر كأجر من أدى فريضة من فرايض الله عزوجل كمن أدى سبعين فريضة من فرايض الله فيما سواه من الشهور وهو شهر الصبر وان الصبر ثوابه الجنة وهو شهر المواساة وهو شهر يزيد الله فيه رزق المؤمن ومن فطر فيه مؤمنا صائما كان له عند الله بذلك عتق رقبة ومغفرة لذنوبه فيما مضى فقيل له يا رسول الله ليس كلنا نقدر على أن نفطر صائما فقال : ان الله كريم يعطي هذا الثواب من لم يقدر إلا على مذقة من لبن يفطر بها صائما أو شربة من ماء عذب أو تمرات لا يقدر على أكثر من ذلك ومن خفف فيه على مملوك خفف الله عزوجل عليه حسابه وهو شهر أوله رحمة ووسطه مغفرة وآخره إجابة والعتق من النار ولا غنى بكم فيه عن أربع خصال خصلتين ترضون الله بهما وخصلتين لا غنى بكم عنهما أما اللتان ترضون الله بهما فشهادة لا إله إلا الله وأني رسول الله ، وأما اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألون الله فيه حوائجكم والجنة وتسألون الله فيه العافية وتعوذون به من النار.

عن عبد الله بن عبيد الله عن رجل عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما حضر شهر رمضان وذلك في ثلاث بقين من شعبان فقال لبلال ناد في الناس فجمع الناس ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس ، ان هذا لشهر قد حضركم وهو سيد الشهور فيه ليلة القدر خير من ألف شهر يغلق فيه أبواب النار ويفتح فيه أبواب الجنان فمن أدركه فلم يغفر له فأبعده الله ومن أدرك والديه فلم يغفر له فأبعده الله ومن ذكرت عنده فلم يصل علي فلم يغفر له فأبعده الله.

عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث طويل في آخره : ان أبواب السماء تفتح في رمضان وتصفد الشياطين وتقبل أعمال المؤمنين ، نعم الشهر شهر رمضان كان يسمى على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المرزوق.

عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان لله في كل ليلة من شهر رمضان عتقاء من النار ألا من أفطر على مسكر أو مشاحنا وصاحب الشاهين ، قال : قلت وأي شئ صاحب الشاهين؟ قال الشطرنج.

عن حمران انه سال أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل (إنا أنزلناه في ليلة القدر) قال نعم هي ليلة القدر وهي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر فلم ينزل القرآن إلا في ليلة القدر قال الله عزوجل فيها (يفرق كل أمر حكيم) قال يقدر في ليلة القدر كل شئ يكون في تلك السنة إلى مثلها من قابل من خير أو شر أو طاعة أو معصية أو مولود أو أجل أو رزق فما قدر في تلك الليلة وقضى فهو من المحتوم ولله فيه المشية ، قال قلت له : ليلة القدر خير من ألف شهر أي شئ عنى بها؟ قال العمل الصالح فيها من الصلاة والزكاة وأنواع الخير خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر ولولا ما يضاعف الله للمؤمنين ما بلغوا ولكن الله عزوجل يضاعف لهم الحسنات.

عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس ما لمن صام رمضان وعرف حقه؟ قال تهيأ يا بن جبير حتى أحدثك بما لم تسمع أذناك ولم يمر على قلبك فرغ نفسك لما سألتني عنه فما أردته إلا علم الأولين والآخرين ، قال سعيد بن جبير فخرجت من عنده فتهيأت له من الغد فبكرت إليه من طلوع الفجر فصليت الفجر ثم ذكر الحديث فحول وجهه إلي فقال إسمع منى ما أقول سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : لو علمتم مالكم في رمضان لزدتم لله شكرا إذا كان أول ليلة منه غفر الله لامتي الذنوب كلها سرها وعلانيتها ورفع لكم ألفي ألف درجة وبنى لكم خمسين مدينة وكتب الله لكم يوم الثاني بكل خطوة تخطونها في ذلك اليوم عبادة سنة وثواب نبي وكتب لكم صوم سنة وأعطاكم الله يوم الثالث بكل شعره على أبدانكم قبة في الفردوس من درة بيضاء في أعلاها اثنى عشر ألف بيت من النور في كل بيت ألف سرير على كل سرير حوراء يدخل عليكم كل يوم ألف ملك مع كل ملك هدية وأعطاكم الله يوم الرابع في جنة الخلد سبعين ألف قصر في كل قصر سبعون ألف بيت في كل بيت خمسون ألف سرير على كل سرير حوراء ومع كل حوراء ألف وصيفة خمار إحداهن خير من الدنيا وما فيها ، وأعطاكم الله يوم الخامس في جنة المأوى ألف مدينة في كل مدينة سبعون ألف بيت في كل بيت سبعون ألف مائدة على كل مائدة سبعون ألف قصعة في كل قصعة ستون ألف لون من الطعام لا يشبه بعضه بعضا وأعطاكم الله يوم السادس في دار السلام مائة ألف مدينة في كل مدينة مائة ألف دار في كل دار مائة ألف بيت في كل بيت مائة ألف سرير من ذهب طول كل سرير ألفا ذراع على كل سرير زوجة من الحور العين عليها ثلاثون ألف ذؤابة منسوجة بالدر والياقوت تحمل كل ذؤابة مائة جارية وأعطاكم الله يوم السابع في جنة النعيم ثواب أربعين ألف شهيد وأربعين ألف صديق وأعطاكم الله يوم الثامن مثل عمل ستين ألف عابد وستين ألف زاهد وأعطاكم الله يوم التاسع ما يعطي ألف عالم وألف معتكف وألف مرابط ، وأعطاكم الله يوم العاشر قضاء سبعين ألف حاجة ويستغفر لكم الشمس والقمر والنجوم والدواب والطير والسباع وكل حجر ومدر وكل رطب ويابس والحيتان في البحار والأوراق على الأشجار وكتب الله لكم يوم حادي عشر ثواب أربع حجات وأربع عمرات كل حجة مع نبي من الأنبياء وكل عمرة مع صديق أو شهيد وجعل الله لكم يوم ثاني عشر ان يبدل الله سيأتكم حسنات ويجعل حسناتكم أضعاف ويكتب لكم بكل حسنة ألف ألف حسنة وكتب الله لكم يوم ثالث عشر مثل عبادة أهل مكة والمدينة وأعطاكم الله بكل حجر ومدر ما بين مكة والمدينة شفاعة ويوم رابع عشر فكأنما لقيتم آدم ونوحا وبعدهما إبراهيم وموسى وعيسى وبعدهم داود وسليمان وكأنما عبدتم الله مع كل نبي مأتي سنة وقضى لكم يوم خامس عشر كل حاجة من حوائج الدنيا والآخرة وأعطاكم الله ما أعطى أيوب واستجاب الله دعائكم واستغفر لكم حملة العرش وأعطاكم الله يوم القيامة أربعين نورا عشرة عن يمينكم وعشرة عن يساركم وعشرة أمامكم وعشرة خلفكم ، وأعطاكم الله يوم سادس عشر إذا خرجتم من القبر ستين حلة تلبسونها وناقة تركبونها وبعث الله إليكم غمامة تظلكم من حر ذلك اليوم وإذا كان يوم سابع عشر يقول الله عزوجل اني قد غفرت لهم ولآبائهم ورفعت عنهم شدايد يوم القيامة وإذا كان يوم ثامن عشر أمر الله تبارك وتعالى جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وحملة العرش والكرسي والكروبيين ان يستغفروا لامة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى السنة القابلة وأعطاكم الله يوم القيامة ثواب البدريين ، وإذا كان يوم التاسع عشر لم يبق ملك في السماوات والأرض إلا استأذنوا ربهم في زيارة قبوركم كل يوم ومع كل ملك هدية وشراب فإذا تم لكم عشرون يوما بعث الله إليكم سبعين ألف ملك يحفظونكم من كل شيطان رجيم وكتب الله لكم بكل يوم صمتم صوم مائة سنة وجعل بينكم وبين النار خندقا وأعطاكم ثواب من قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وكتب الله لكم بكل ريشة على جبرئيل عليه‌السلام عبادة سنة وأعطاكم ثواب تسبيح العرش والكرسي وزوجكم بكل آية في القرآن ألف حوراء ويوم أحد وعشرين يوسع الله عليكم القبر ألف فرسخ ويرفع عنكم الظلمة والوحشة ويجعل قبوركم قبور الشهداء ويجعل وجوهكم كوجه يوسف بن يعقوب عليهما‌السلام ، ويوم اثنين وعشرين يبعث الله إليكم ملك الموت كما يبعث إلى الأنبياء عليهم‌السلام ورفع عنكم هول منكر ونكير ويدفع عنكم هم الدنيا وعذاب الآخرة ، ويوم ثالث وعشرين تمرون على الصراط مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وكأنما أشبعتم كل يتيم في أمتي وكسوتم كل عريان من أمتي ، ويوم رابع وعشرين لا تخرجون من الدنيا حتى يرى كل واحد منكم مكانه في الجنة ويعطي كل واحد منكم ثواب ألف مريض وألف غريب خرجوا في طاعة الله وأعطاكم الله ثواب عتق ألف رقبة من ولد إسماعيل عليه‌السلام ويوم خامس وعشرين بنى الله لكم تحت العرش ألف قبة خضراء على رأس كل قبة خيمة من نور. يقول الله تبارك وتعالى : يا أمة أحمد أنا ربكم وأنتم عبيدي وإمائي استظلوا بظل عرشي في هذه القباب وكلوا واشربوا هنيئا فلا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ، يا أمة محمد وعزتي وجلالي لأبعثنكم إلى الجنة يتعجب منكم الأولون والآخرون ولأتوجن كل واحد منكم بألف تاج من نور ولا ركبن كل واحد منكم على ناقة خلقت من نور زمامها من نور في ذلك الزمام ألف حلقة من ذهب وفي كل حلقة قائم عليها ملك من الملائكة بيد كل ملك عمود من نور حتى يدخل الجنة بغير حساب ، وإذا كان يوم سادس وعشرين ينظر الله إليكم بالرحمة فيغفر لكم الذنوب كلها إلا الدماء والأموال وقدس بينكم كل يوم سبعين مرة من الغيبة والكذب والبهتان ، وإذا كان يوم سابع وعشرين فكأنما نصرتم كل مؤمن ومؤمنة وكسوتم سبعين ألف عاري وخدمتم ألف مرابط وكأنما قرأتم كل كتاب أنزل الله على أنبيائه ، ويوم ثامن وعشرين جعل الله لكم في جنة الخلد مائة ألف مدينة من نور وأعطاكم الله في جنة المأوى مائة ألف قصر من فضة وأعطاكم الله في جنة النعيم مائة ألف دار من عنبر أشهب وأعطاكم الله في جنة الفردوس مائة ألف مدينة في كل مدينة ألف حجرة وأعطاكم الله في جنة النعيم مائة ألف منبر من مسك في جوف كل منبر ألف بيت من زعفران في كل بيت ألف سرير من در وياقوت على كل سرير زوجة من الحور العين وإذا كان يوم تاسع وعشرين أعطاكم الله ألف ألف محلة في جوف كل محلة قبة بيضاء في كل قبة سرير من كافور أبيض على ذلك السرير ألف فراش من السندس الأخضر فوق كل فراش حوراء عليها سبعون ألف حلة وعلى رأسها ثمانون ألف ذؤابة وكل ذؤابة مكللة بالدر والياقوت فإذا تم ثلاثون يوما كتب الله لكم بكل يوم مر عليكم ثواب ألف شهيد وألف صديق وكتب الله لكم عبادة خمسين سنة وكتب الله لكم بكل يوم صوم ألفي يوم ورفع لكم بعدد ما أنبت النيل درجات وكتب لكم براءة من النار وجوازا على الصراط وأمانا من العذاب وللجنة باب يقال له الريان لا يفتح ذلك إلى يوم القيامة ثم يفتح للصائمين والصائمات من أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم ينادي رضوان خازن الجنة يا أمة محمد هلموا إلى الريان فتدخل أمتي من ذلك الباب إلى الجنة فمن لم يغفر له في شهر رمضان ففي أي شهر يغفر له؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

عن عبيد الله بن عبد الله بن عباس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا دخل شهر رمضان أطلق كل أسير وأعطى كل سائل